ديل الكلب ما ينعدل .. عمار على حسن و حسن نافعة

بعد ثوانى من مذبحة كنيسة القديسين اثناء صلاة عيد رأس السنة المسيحية عام 2011 وجدت الاخوة الاحباء المسلمين فى شوارع مصر يتبادلون الاحضان و القبلات و يصرخون فرحا "علشان النصارى تتلم" و " علشان شنودة يعرف ان اللى يجيئ على الإسلام لا ينجو بفعلته " و رأيت بعض الاخوة الاحباء العرب المسلمين المحترمين (اجتماعيا) بعضهم عندما يرى مسيحى قادما فى الشارع فإنه يلوى لسانه مقلدا صوت المخنثين الأناجش قائلا " هاتى لى مدفع رشاش يا جرجس علشان آخد بـ ثأرى من اولاد العرب"
الا ان مبارك تلك المرة و بعد الادانة العالمية لمذابح غزوة نجع حمادى فى عيد الميلاد المجيد السابق مباشرة و غزوة كنيسة عذراء الكرادة ببغداد(و التى سجّل تنظيم دولة الاسلام بالعراق و الشام الذى ارتكبها فيديو قبل الذبح مباشرة من داخل الكنيسة و هو يقول انه يفعل فعلته تلك استجابة لصراخ المسلمين فى مصر بزعامة محمد سليم العوا <صديق حسنى مبارك الشخصى> من تغول كلب الصليب شنودة على الدولة فى مصر و انهم ما يخطفون هؤلاء المسيحيين فى بغداد الا للضغط على كلب الصليب سشنودة لمنح محمد سليم العوا و الاسلاميين فى مصر كل النساء المسيحيات اللائى يريدونهم من الكنائس و الاديرة) و ذلك فى عيد القيامة الذى سبقه مباشرة ثم غزوة كنيسة عذراء العمرانية فى عيد رئيس الملائكة ميخائيل الذى سبق تلك الغزوة بايام أى انها كانت سنة غزوات اسلامية بإمتياز لقى فيها مبارك كم هائل من الادانة الدولية
سارع مبارك هذه المرة للتنصل من تلك المذبحة بالذات و أعلن تعهده الشخصى على الهواء مباشرة فى منتصف الليل بعد المذبحة بدقائق بأن يتم القبض هذه المرة على الجناة الحقيقيين الاسلاميين و تتم محاكمتهم اى انه تعهد علنا بألا تتستر دولته على الجناة كما دأبت منذ توقيع حكومة مبارك معاهدة السلام مع الارهابيين التى اسماها الاعلام فى وقتها مبادرة وقف العنف و اتفاقية المراجعات الفقهية الجهادية
و لعل هذا التعهد من اخطاء مبارك فى نظر الاسلاميين فقد شاهدت الشيخ سالم عبد الجليل وكيل اول وزارة الاوقاف فى زمن مبارك و المشرف على تأسيس قناة ازهرى المعتدلة فى برنامج مع السورية السٌنية رولا مصطفى خرساء يهاجم مبارك على تلك الفعلة و قال بالنص : ايه يعنى شوية مسيحيين ماتوا علشان رئيس اعظم دولة اسلامية يستيقظ من نومه فى منتصف الليل ليظهر على التليفزيون على الهواء يعلن تهده بالقصاص من الجناة ؟ ما المسلمين بيموتوا فى كل حتة فى العالم و عمر ما الرئيس اهتم!

وقتها كانت الصحافة فى مصر كلها فى حالة نشوة غير عادية بمنظر الثلاثمئة قبطى أشلاء و كانوا يشعرون انها إظهارٌ عظيم للاسلام على الدين كله و كانوا يشعرون ايضا ان تلك ليست نهاية المطاف بل هى الخطوة الاولى فى سبيل كسر انفس النصارى
فقد كانت كتابات كل كل كل صحفيو الحوادث التى تتابع القضية ان حبيب العادلى لن يجعل هذه المرة مثل كل المرات (مختل عقليا يعنى) بل انه ينوى ان يذهب ب"كلاب الصليب" شوطا أبعد من الاذلال فى سبيل "الله" و "رسوله" فينوى حبيب العادلى هذه المرة ان يتهم "القساوسة" بأنهم هم من قتلوا الاقباط حتى يشوهوا صورة الاسلام فى العالم

وقتها كل صحفيو الحوادث كانوا يتكلمون عن أن مصادرهم مـن داخل الداخلية اكدت لهم ان التحريات التى تجريها الاجهزة حول النصارى المقتولين ستنتهى حتما لأن النصارى احدهم فجر نفسه بأمر من القساوسة و شنودة حتى يشوه صورة الاسلام

بينما كانت الكتائب الالكترونية لكل الاطراف من برادعى و اخوان و امن دولة على حد سواء تتكلم عن كيف ان سقوط احد الشمامسة داخل الهيكل لحظة الانفجار يثبت ان الانفجار كان من الداخل و ليس من الخارج ؟؟؟ (رغم أن القتل كان فى الخارج و ليس فى الداخل! و رغم ان سقوط طفل شماس على ستار الهيكل من وقع الانفجار فى الخارج من الزعر من الصوت المفاجئ للانفجار شيئ منطقى) و لكن كل الكتائب الالكترونية التى كانت تركز على تلك النقطة الغبية التى تشبه سلوكهم هذه الايام فى كلامهم ان ان التكنولوجيا التى يتم تصوير فيديوهات ذبح الاقباط بواسطة دولة الخلافة الاسلامية هى دليل على ان دولة الخلافة الاسلامية هى تنظيم مسيحى و يتبع المخابرات الامريكية النصرانية لان المسلمين اغبى من ان يستخدموا آلة تصوير !! نفس تلك الكتائب كانت على ثقة رهيبة ان الداخلية تنوى ان تشتغل تلك المذبحة لتصعيد رهيب ضد الاقباط بان تزعم الداخلية ان الاقباط هم من فجروا انفسهم بامر من القساوسة و الرهبان و البابا لتشويه صورة الاسلام لدرجة انه كلما حاول مسيحى الرد على اكاذيبهم بشأن ان التفجير من الداخل و ليس من الخارج كانوا يلجمونه قائلين : لا تتعجل فنتائج التحقيقات ستعلن خلال ايام و الجهات المصرية محايدة و الامن المصرى معروف بحياده و اياك ان تعيب فى القضاء المصرى الشامخ ....

المهم اتت الرياح بعكس ما كانت تشتهى الكتائب الالكترونية و ربما ان اهم سببين لسقوط نظام مبارك
1-
خيبة الامل الاسلامية فى ان مبارك ظهر على الشاشات بعد المذبحة بثوانى و فى منتصف الليل ليعزى الاقباط فى مقتلهم و هم يصلون فيما اعتبره كل مسلمى مصر تكريم للكفرة لا يستحقونه و مخالفة لامر الفاروق : لا تعزوهم و قد اذلهم اللات
2-
القبض على الجناة الحقيقيين هذه المرة محمد لطفى احمكد ابراهيم و سيد بلال تسبب فى خيبة الامل الاسلامية الرهيبة من مبارك و اعتقادهم انه افسد عليهم متعة رهيبة فى اخر لحظة بإعطاءه الاوامر بالقبض على الجناه الحقيقيين فى المذبحة بدلا من توجيه الاتهام للاقباط انفسهم مما كان سيمتع المسلمين بأحلى سعادة يشعرون بها عندما يرون الاقباط كلاب الصليب و الكمد يعتصرهم و هم يرون القاتل المسلم ينجو بفعلته هذه المرة من المصدر و ليس بحكم قضائى من القضاء الاسلامى الشامخ ببراءته او بإختلاله العقلى لذلك فقد كانوا يمنون النفس بسعادة افسدها عليهم مبارك

و رغم حالة التفاؤل الرهيب التى كانت تسيطر على صفحات الحوادث قبل اعلان القبض على الجناة يوم 24 يناير 2011 و حيث كانت صفحات الحوادث تعد الرأى العام لمشهد يتمناه كل محمدى على وجه الارض مشهد القبض على البابا شنودة شخصيا بتهمة تفجير الكنائس للإساءة لدين الاسلام الا ان اثنين من الدعاة الاسلاميين كانوا فى تلك اللحظة السعيدة التى كان المسلمون يمنون النفس فيها بمشهد كمد النصارى كانا على العكس متشائمين بشدة من النتيجة نتيجة ما علموه من اتصالات لهما مباشرة بفرق التحقيق حصلا خلالها من فرق التحقيق على معلومات مؤكدة اصابتهم بصدومة حيث ان المعلومات المؤكدة التى حصلوا عليها تثبت ان كل صحفيوا الحوادث فى مصر و كل اللجان الالكترونية من اخوان و سلفيين و برادعاويين و امن دولة كلهم لا علم لهم بما يجرى فالاثنين على خلاف كل الاسراب لم يكونوا يهللون لسلطات الامن المصرية لانها سلطات متنبهة للخديعة النصرانية و ستكشفها و تفضحها
فـوقتها خرج الداعيتين الاسلاميين _اللذان حملا فيما بعدها بأيام لقب "ثوريين"_ المدعو << حسن نافعة >> و المدعو << عمار على حسن >> ، عن السرب الاسلامى و هاجما وزير الداخلية حبيب العادلى لانه على حد قولهما وفقا لمعلومات مؤكدة حصلا عليها من مصادر لهما داخل فرق التحقيق الجنائى فأن كل الصحفيين الاخرين الذين يبشرون المسلمين بنهاية سعيدة لتحقيقات مذابح كنيسة القديسين هـٌمو يحللون بالتمنيات و ليسوا على علم بما يجرى لان فرق التحقيق الجنائى التى تقوم بالبحث عن الجناة تبحث عن قتلة الاقباط فى داخل اوساط الجماعات الاسلامية السلفية فى الاسكندرية و بالتحديد بين التنظيمات الاسلامية التى قادت التهديدات و الوعيد للاقباط فى مظاهرات امام الكنائس تحت شعار اختى كاميليا و اختى وفاء و اختى نكاحت و غيرهن من الاخوات

و وقتها قالا إن ما تفعله الداخلية (بالقبض على الجناة الحقيقيين) هو ظلم لان الاقباط ليسوا ملائكة بل انهم يستحقون ما حدث لهم فى كنائسهم من ذبح لانهم يؤمنون جميعا يقين الإيمان فى قلوبهم ان السبب فى المذابح التى يتعرضون لها فى دور عبادتهم اثناء صلوات الاعياد الدينية المسيحية هـــو الإســـلام ذاته و ليس ال"تطرف" فى الاسلام و ان هذا ما اصبحت تقول به القنوات المسيحية الـ"متطرفة" امثال قنوات الفادى و الحياة و غيرها و يقوله عدو اللات زكريا بطرس و المستشار موريس صادق و غيرهم بأن السبب فى المذابح التى يتعرض لها المسيحيين فى دور عبادتهم اثناء صلوات الاعياد الدينية المسيحية هو ان الاسلام دين ارهاب و بنيته بنية ارهابية و اوامر قرآنه اوامر ارهابية و ليس ان هناك متطرفون بين المسلمين

لذلك فأن مسئولية وزير الداخلية عن الدولة بصفتها دولة اسلامية و بصفة ان الاسلام وطن تٌلزمه بان يحرف التحقيقات عن المسار الذى لو استمر سائرا فيه سيعرّض دين الاسلام الذى هو اهم مركبات هوية الدولة الوطنية للفضيحة لذلك فـــ من الخيانة لـــ "الله" الإله الرسمى للحكومة المصرية و "رسوله الصلعم" ان يقوم وزير داخلية مبارك بالبحث عن الجناة بين الاسلاميين (رغم اليقين الضمنى لهذين بأن الفاعل هو الاسلاميين فلا احد فى الدنيا يستمتع بقتل هؤلاء الاقباط الذين لا لهم لا فى الثور و لا فى الطحين فى الصراع على مقعد خليفة المسلمين بين مبارك و حلفاءه×أعداءه الاسلاميين إلا فقط من يؤمنون بدين الاسلام و يطيعون اوامر القرآن الصريحة بقتل هؤلاء حتى يعتنقون دين الذبح او يدفعون الاتاوة) بـــل إن المسئولية الدينية على وزير الداخلية المؤمن حبيب العادلى هذه المرة ليست فقط بأن يقول كعادته فى مثل تلك العبادات الاسلامية بذبح الكافرين ان الجانى مختل عقليا و ليس له اى اتجاهات فكرية او عقائدية او سياسية او دينية و ليس له اى ارتباطات تنظيمية و لم يسبق له ان ابدى رأيا فى اى شأن من شئون الحياة بـــل ان المسئولية الوطنية تٌلزمه ان يقبض على بعض الاقباط على الاقل على ان يكون من بينهم عدد من اهم قيادات الكنيسة و يحالوا للمحاكمة بتهمة قتل الاقباط بناء على اوامر من اليهود سعيا لتشويه صورة الاسلام

فهذا واجب وطنى حتى لو تم اعدام بعض الاقباط ظلما فلا مشكلة لانه اذا كان الامر يتعلق بدين و سمعة دين و مستقبل دين و فرص دين فى الانتشار و ان يسود العالم فلا مشكلة فى ان يموت بعض النصارى

تذكرت هذا الموقف الكريم للداعيتان الاسلاميان البرادعاويان << عمار على حسن >> و << حسن نافعة >> (مع الاعتراف طبعا ان << عمار على حسن >> مثله الان مثل << ابراهيم عيسى >> اصبح فلول و من اعداء البرادعى و سبحان مقلب القلوب بينما << حسن نافعة >> اصبح من اشد الاخوانيين تاخونا لفترة ثم عاد و حاول ان يقف بحذاء محمد سليم العوة و محمد عمارة و غيرهم بحثا عن نقطة حياد بين السيسي و الاخوان لربنا يكون لهم دورا مستقبليا فى نقل الرسائل بين الطرفين و التفاوض الغير مباشر بين الطرفين) فقد رأيت الداعيتين العظميين فى كل الفضائيات السعودية بعد المذبحة الكبرى التى تعرض لها المسلمين الشيعة فى السعودية يوم اربعينية معبودهم "الحسين بن على" على يد جٌند دولة الخلافة الاسلامية فى مسجد الحسين بالقطيف و هما ينكران على خليفة المسلمين الخليفة "ابا بكرٍ بن عواد" الفعلة و ينكران على "جند الخلافة " الفعلة رغم اعترافهما بها و بمنتهى الفخر
و يصر الداعيتان العظميان << عمار على حسن >> و << حسن نافعة >> على ان الفاعل هو الشيعة انفسهم و ان الشيعة انفسهم هم من يفجرون انفسهم بانفسهم حتى يدعمان دولة الخلافة الاسلامية التى تحاربها السعودية فى اليمن !!!!!!

و بصرف النظر عن نكتة ان السعودية تحارب دولة الخلافة الاسلامية فى اليمن و تلك نكتة غبية لا تستحق ان نقف عندها لان كلا من تنظيم قاعدة الجهاد المحمدى و الاخوان المسلمين و دولة الخلافة الاسلامية كلهم يحاربون على الارض ضمن حلف السعودية و مصر الازهر و قطر ضد الشيعة الحوثيين و يٌشكل جند الخلافة و تنظيم قاعدة الجهاد المحمدى دور القوات البرية فى الحلف السعودى المصرى القطرى لإبادة الشيعة فى اليمن و القضاء على آخر شيعى على قيد الحياة فى اليمن
و ما قتل دولة الخلافة الاسلامية للشيعة فى السعودية الا تصرف مبداى من اناس يقتلون الشيعة و النصارى فى كل مكان تطأه ارجلهم من اليمن الى السعودية الى سوريا الى العراق
و رغم عداء دولة الخلافة الاسلامية لنا كنصارى الا أنهم و الحق يقال فهم المسلمين الوحيدون فى هذه الدنيا الذين يستحقون الاحترام اذا كان هناك مسلما يستحق ان يحترم اصلا لانهم على الاقل مجاهرين فى نواياهم و لا يقولون الا ما يبطنون و بمنتهى الصراحة و لا يخشون فى اللات لومة لائم و لا يتنصلون و لا يفبركون التبريرات لقرآن محمد الاجرامى و لا يختلقون التشكيكات لسٌنة محمد الاجرامية

لكن ما يهمنا ان << عمار على حسن >> و << حسن نافعة >> اصبحا يعاملان الشيعة معاملتهم للنصارى فالشيعة هم من يفجرون انفسهم فى مساجدهم تماما مثلما يفجر النصارى انفسهم فى كنائسهم
غير ان الحسبة معقدة قليلا بالنسبة للشيعة فهم يقتلون انفسهم فى مساجدهم دعما لدولة الخلافة الاسلامية (التى لا هدف لها الا قتل النصارى و الشيعة) و يدعمون دولة الخلافة الاسلامية تلك لماذا ؟ لان السعودية تحاربها و السعودية هى الاسلام الحق المختلف تماما عن الاسلام الشيعى الذى تنتهجه دولة الخلافة الاسلامية السٌنية و لا تجادل و لا تناقش

اما بالنسبة للنصارى فالحسبة ابسط يفجرون انفسهم فى اعيادهم الدينية داخل دور عبادتهم لتشويه صورة الاسلام

و نهاية لا اجد ما يٌقال عن << عمار على حسن >> و << حسن نافعة >> غير : ديل الكلب ما ينعدل و لو ربطوه فى قالب

فعندهما ليس من المهم ان تقول الحقيقة و لا المهم ان تقول حتى كذب مقبول و منطقى فما دام كذبك يخدم نجاة الجانى المسلم السٌنى بجنايته و الا تتلوث سمعة الاسلام السنى بانكشاف حقيقة افعاله فلا مانع من ان نقول اى كلام يا عبد السلام